الجمعة، 27 يناير 2012


أثقل ما في النهايات.. أنها تجبرنا على البدء في كل شيء من جديد..
نبحث.. نفكر.. نتعب.. نقاتل من أجله..
مجددا.. بعد أن كنا قد قطعنا نصف الطريق.. وتحملنا ما تحملنا للوصول إليه..
وكأنها أسطورة سيزيف قد كتب علينا أن نحياها إلى الأزل منذ خلقنا وحتى نموت..
ندحرج الصخرة من السفح إلى قمة الجبل..
... فتسقط ولا نملك إلا أن نعيد الكرة من جديد..
مهما كثرت سقطاتها.. ومهما أنهكنا تكرار الصعود..

تلك حكاية عمري


شيء دوما يخنق صدري..
ليلة أحضر حفل زفاف..
مهما أضحك.. أو أتبسم..
مهما أظهر..
يخفي وجهي ماذا أشعر..
... خلجة قلب بي تتعثر..
شاطيء دمعي قد يحويها..
كي تغلبه.. أو تتكسر..
أرجع وحدي.. أغلق بابي..
أسال ماذا بي كي أسمعَ..
قلبي بين ضلوعي يبكي..


أكره منذ الآن حبيبي..
يوم زفافي..
فيه سيحضر..
كل قريب ..لا يتأخر..
وأنا حتى فيه سأحضر..!
هل تتصور؟!..
كل الناس.. وكل الدنيا..
إلا أنت..
لا أتخيل..
ماذا يومها قلبي يشعر..
وأنا أجبر..

شخص آخر..
قلب آخر..
وجه غيرك لا أعرفه..
بات حبيبي يملك أمري..
وأنا بين ذهولي أنظر..

كلٌ عمري هذي الليلة..
جاء يهنئ..
جاء يغني..
يحكي أني...
ماذا عني؟!..
ميتٌ أحمل صوب النعش..
شيخ يكتب عقد وفاتي..
أستكثرتم أن تبكوني يوم وفاتي؟!.


قالوا بت علي حراما..
أمروا أني في لحظات..
أقتل حبك في نبضاتي..
أخنق شوقي في عبراتي..
أشنق طيفك فوق حروفي..
كيف سأقدر؟!..

ماأجرمت تراني حبيبي..
يوم اخترتك كيما أقتل؟!..
كي تتبرأ مني الدنيا..
لا أتذكر..


بت كشمعة ليل فانٍ ..
دون الحاجة قد أوقدتم في طرفيها..
شعلة نار..
وأنا أرقب..
هذا عمري من يتسرب..
روحي في قطرات تسكب..
أحد غيري لن يبكيني..
ماذا ظل لدي لأكتب؟!..

فإذن لو جاؤوك بخبري..
لا تتكدر..
واعلم أني رمت رحيلا عن دنيانا..
إذ لم أقدر أن أتغير..
لا تتألم..
بل وتيقن أنا يوما..
لو نتلاقى لن نتفرق..


تلك حكاية عمري كله..
أول فصل.. لم أكتبه..
أوسط فصل.. لم أطلبه..
لكن آخر فصل فيها..
بيدي خير أن يتقرر..

الخميس، 19 يناير 2012


أدركت بأني عاشقة..
حين اكتشفت لأول مرة.. أن السماء زرقاء لهذه الدرجة..
وأن الشمس متلألئة لهذه الدرجة..
وأن نسمات الشتاء عذبة لهذه الدرجة..
وأن الوجود بأسره.. فاتن لهذه الدرجة..
... وحين صار كل نفس أحمله إلى صدري متعة في حد ذاتها..


لدي أسرار صغيرة..
تبدأ وتنتهي حد شاطئ عينيك..
فلا تسلني عنها..

واعلم فقط أنك كلما لمحتني شاردة فسألتني: ما الذي قد أخذك ِمني؟..
... أكون لحظتها سارحة أفكر..
كم أنني.. قد اشتقت إليك..
كم تغمرني اللهفة كلما أضاءت في المكان طلتك من على البعد..
كم أعشقها ملامح بسمتك العذبة وأنت تكلمني..
كم يخفق قلبي بشدة كلما لامسته نبرات صوتك..
وأتساءل.. هل تراك تسمعه..

تلك هي.. أسراري الصغيرة..
وحين تسألني.. أحس بأنك قد ضبطتني متلبسة بالاشتياق إليك وأنت أمامي..
فتتعثر الكلمات في حياء على حدود شفتي..
فلا أملك جوابا أبلغ من الإطراق في صمت خجول مبتسم..

فاقرأها أجمل عبر عيني.. واسمعها بين همس دقاتي..
واعذر ارتباك كلماتي في حضورك.. وتملك حيائي من مشاعري بقربك..
ولا تسلني أبدا عن أسراري الصغيرة..
حتى أملك من الأنفاس يوما ما يكفيني لأقولها..
وحدي دون سؤال..

أشتاق


أشتاق أن أكبر..
أشتاق أن أغادر حدود مدرستي..
أشتاق أن أحل ضفائري..
أن أنسى في الباص حقيبتي ودفاتري..
أن أركض بعيدا لأستكشف العالم لوحدي..
... أن أصنع بريشتي وألواني حكايتي الخرافية الخاصة..


أشتاق إلى شيء لا أعرف ما هو..
لكني.. أشتاقه كثيرا..
أشتاق لأن أعثر على الحب..
أشتاق إليه (هو).. إلى وجوده المجرد..
أشتاق إلى حبيبي كثيرا..
أشتاق إلى أن يضمنا بيت صغير.. يكون لنا وحدنا وطن بلا حدود..


أشتاق إلى أبنائي الذين لم أرهم بعد..
أشتاق أن أضمهم.. أن أدللهم.. أن أغمرهم حبا وحنانا..
أشتاق أن يعودوا من المدرسة.. وألاعبهم.. ونملأ اليوم سويا ضحكات وبهجة..
أشتاق أن أراهم يحققون أكثر مما يطمحون إليه في عملهم..
أشتاق أن أطمئن على كل منهم في بيته مع من يحب..


أشتاق لأن يرجعوا ليعيشوا معنا بذات المكان مجددا..
أشتاق إلى رنين ضحكاتهم اليومي في زوايا المنزل..
أشتاق إلى الاستيقاظ كل صباح مبكرا لأجلهم..
أشتاق إلى صخبهم وضجيجهم وعذب قبلاتهم..
أشتاق لأن يعودوا صغارا.. أن يعودوا ملكنا لوحدنا..


أشتاق إلى المشي بغير عكازي..
إلى ملمح شعري الليلي..
أشتاق إلى الرقص معه بكل العفوية والمرح في كل مكان يخطر ببالنا..
أشتاق إلى شبابنا وعنفواننا وجنوننا..
أشتاق إلي وإليه..


أشتاق لوقت.. لم أكن أدرك فيه من أمر الحياة شيئا..
أشتاق لأيام.. لم أكن أحمل بها على عاتقي أثقال مسؤولية ولا هم مستقبل..
أشتاق لأن أعود طفلة.. لا يسعها العالم لتحقيق أحلامها..
أشتاق إلى ضفائري..
إلى مدرستي..
إلى حقيبتي ودفاتري..
إلى شارعنا..
إلى ريشتي وألواني..


أشتاق.. وأشتاق.. وأشتاق..
ونمضي العمر نشتاق..

الخميس، 12 يناير 2012

بعث تحت خط النار


كمموه لي فمي
أطفؤوا نور العيون
هددوني ما تشاؤوا
... من غدي هيا اسلبوني


قيدوا لي معصمي
واسرقوا أنفاس صدري
حاصروا في السجن صوتي
واحفروا بالجهر قبري
وانقضوا بالغدر عهدا
غدركم في الدم يجري


اخنقوني طلق غاز
عبؤوا صدري دخانا
واملؤوا عيني دموعا
لن تلاقوا غير صبري
في شموخ كالجبال
مرة تلو المرار
نفس عزم الاختيار


خبؤوا القناص منكم
فوق سطح واقنصونا
أطلقوا النيران حية
خلف ظهري واقتلونا
واطلعوا كل المحافل
واكذبوا كالمشركينا


لا رصاص.. لا سلاح
لا قتيل.. لا ضحية
ضبط نفس.. فيض زور
أكملوها المسرحية
إن نجوت الموت غدرا
مت ّ غيظا دون دية


قيدوني.. حاصروني
حب أرضي عندي أغلى
دمّ أهلي في المكان
عين جاري عندي أغلى
خوف أختي.. صوت أمي
من رصاص الكون أغلى



فاضربوني واضربوهم
واقتلوني واقتلوهم
لن تروا إلا مزيدا
من دمائي يبعثون
يحملون الحلم رعدا
ألف صوت يصرخون
أحيا حرا.. لن أفاوض
أن أكن أو لا اكون


---------------------

وكأنك حين سافرت.. قد حملت بين حقائبك ملامح هويتي..
فلم أعد أتعرف نفسي من بعدك..
وكأنك يوم غادرت.. قد خبأت بين يديك مفاتيح سعادتي..
فما عاد للوجود لون أو معنى بغيابك..
وكأنك يوم ارتحلت.. قد أخذت حتى دقات قلبي بين أضلعك..
... فما عاد ينبض فيّ إلا حنين وشوق.. بين لهفة وأمل..


----------------

للقاء برفيق قديم لم نره منذ زمن، إحساس جميل لا نعرف له سببا..
يعيد إلى ذاكرتنا كل ما كناه بكل ما فينا..
رجع أصواتنا.. شكل شارعنا.. لون أحلامنا.. ملامح شقاوتنا وصبانا..
ذكرياتها.. أحاسيسها.. حنينها..
حتى رائحتها.. تعود إلينا في لحظة تلامس مشاعرنا في رفق..
... فتدفئنا كما لم نشعر منذ سنين..


--------------

الأربعاء، 11 يناير 2012

الحيااااااااااااااااااااااااااه


أحيانا كثيرة.. تبدو حياتنا أشبه بلعبة ( بازل).. نولد ومعنا أجزاء قليلة لنبدأ بها..
كالتي تختص بأشكالنا وعائلاتنا ومواطننا..
ثم نمضي أعمارنا نجمع البقية قطعة قطعة..


... قطعة للدراسة.. قطعة للعمل..
قطع عديدة للأصدقاء.. وقطع أخرى للتجارب والخبرات..
قطعة للإنسان الذي نحب.. والذي سيكمل معنا رحلة البحث عن باقي القطع..


أحيانا.. نحسبنا وجدنا القطعة المناسبة.. ثم نكتشف أنها لا تتماشى مع البقية..
أنها تفسد الصورة الأكبر..
أحيانا أخرى.. نجدها فعلا.. ومع الوقت قد لا نغدو (نحن) مناسبين لصورتها الخاصة..
أحيانا نعثر عليها ونضيعها..
فلا نجد بديلا يغنينا تارة.. وتارة أخرى نجده بظرف ساعة أو يوم..


لا أحد سعيد بشكل مطلق..لأنه لا أحد يملك كل القطع المناسبة معا..
لا أحد يستطيع جمعها كلها معا بنفس الوقت..
فمن يملك الأسرة قد لا يملك المال.. ومن يملك المال قد لا يملك الصحة..
ومن يملك الصحة قد لا يملك الأصدقاء..
ومن يملك الأصدقاء قد لا يملك أن يعمل فيما يحب..
ومن يملك كل هذا قد لا يملك الرضا وراحة البال..


لا أحد ممن حولنا يمتلك تلك السعادة الصافية الخالصة.. مهما بدوا كذلك من البعد..
اقترب منهم فقط لمسافة كافية وسترى الكل يبحث ويبحث..
وهذا البحث.. مهما طال انتظارنا خلاله.. هو ما يصنع منا بشرا..
هو ما يمنحنا دافعا آخر لنكمل.. لنطور من أنفسنا ونغدو أشخاصا أفضل..


أحيانا أتضايق من فكرة أن القطع التي أملك قد تضيع رغما عني..

وأن القطع الجديدة.. قد أجدها ولا تعجبني.. أو قد لا أجدها على الإطلاق..
لكنني أعرف أيضا أنه لا شيء يحدث مصادفة..
وأن كل قطعة امتلكناها.. سواء احتفظنا بها أو أضعناها..
كانت حتما لمسة ضرورية.. خطوة لابد منها لنصل إلى اللوحة النهائية التي نتمنى..
حتى وإن لم ندرك هذا وقتها أو لم نفهم الحكمة منه..


وكل القطع شبه متساوية في الأهمية.. لأن بدونها جميعا لا تكتمل اللوحة..
ولكن لكل منا قطعة مميزة يحرص عليها أكثر من غيرها..
يشتاق إليها ويتلهف دوما للعثور عليها..
وإذا ما عثر عليها حاول حمايتها بكل ما يملك..
وهذه القطعة المميزة.. هي المفتاح لشخصية كل منا..
هي التي ترسم أولوياته وخارطة طريقه في الحياة..
هي بوابة سعادته.. ومنتهى آماله..


وأفضل شيء يمكن أن يحدث معنا..
هو أن نعرف ماهي قطعتنا المميزة يقينا لنسعى خلفها..
والأجمل.. أن يسعدنا الحظ ونصل إليها في وقت مبكر من عمرنا..
عندها فقط.. سنحس بأن لوحة حياتنا قد باتت أقرب ما نريده إلى الاكتمال..
مســــاؤكمْ مــاطــرٌ بالأمــل والســعادة :]

أخبــروهُ انــي أنــا سيــدة الحفـلــة وصــاحبـة القبــعـــة ،،

أخبــروهُ اني لا أريـدُ شيـئــا،، ســوى كــوخَ أحلامٍ أؤدي فيهِ منــاسكَ العشــقِ العتــيقْ

ورشفــةَ نسيــانْ تســكرنـي مدى الحيــاةْ ::/
...
وَ،، صــوتــهُ بنــكهــة اليــاسَمــينْ !!

تــراجــعْ //لا تخبــروا احــدً! ،،فالخيــالُ بدأ يحكُّ بــطــانةِ الذكــريــاتْ :/