الأربعاء، 11 يناير 2012

الحيااااااااااااااااااااااااااه


أحيانا كثيرة.. تبدو حياتنا أشبه بلعبة ( بازل).. نولد ومعنا أجزاء قليلة لنبدأ بها..
كالتي تختص بأشكالنا وعائلاتنا ومواطننا..
ثم نمضي أعمارنا نجمع البقية قطعة قطعة..


... قطعة للدراسة.. قطعة للعمل..
قطع عديدة للأصدقاء.. وقطع أخرى للتجارب والخبرات..
قطعة للإنسان الذي نحب.. والذي سيكمل معنا رحلة البحث عن باقي القطع..


أحيانا.. نحسبنا وجدنا القطعة المناسبة.. ثم نكتشف أنها لا تتماشى مع البقية..
أنها تفسد الصورة الأكبر..
أحيانا أخرى.. نجدها فعلا.. ومع الوقت قد لا نغدو (نحن) مناسبين لصورتها الخاصة..
أحيانا نعثر عليها ونضيعها..
فلا نجد بديلا يغنينا تارة.. وتارة أخرى نجده بظرف ساعة أو يوم..


لا أحد سعيد بشكل مطلق..لأنه لا أحد يملك كل القطع المناسبة معا..
لا أحد يستطيع جمعها كلها معا بنفس الوقت..
فمن يملك الأسرة قد لا يملك المال.. ومن يملك المال قد لا يملك الصحة..
ومن يملك الصحة قد لا يملك الأصدقاء..
ومن يملك الأصدقاء قد لا يملك أن يعمل فيما يحب..
ومن يملك كل هذا قد لا يملك الرضا وراحة البال..


لا أحد ممن حولنا يمتلك تلك السعادة الصافية الخالصة.. مهما بدوا كذلك من البعد..
اقترب منهم فقط لمسافة كافية وسترى الكل يبحث ويبحث..
وهذا البحث.. مهما طال انتظارنا خلاله.. هو ما يصنع منا بشرا..
هو ما يمنحنا دافعا آخر لنكمل.. لنطور من أنفسنا ونغدو أشخاصا أفضل..


أحيانا أتضايق من فكرة أن القطع التي أملك قد تضيع رغما عني..

وأن القطع الجديدة.. قد أجدها ولا تعجبني.. أو قد لا أجدها على الإطلاق..
لكنني أعرف أيضا أنه لا شيء يحدث مصادفة..
وأن كل قطعة امتلكناها.. سواء احتفظنا بها أو أضعناها..
كانت حتما لمسة ضرورية.. خطوة لابد منها لنصل إلى اللوحة النهائية التي نتمنى..
حتى وإن لم ندرك هذا وقتها أو لم نفهم الحكمة منه..


وكل القطع شبه متساوية في الأهمية.. لأن بدونها جميعا لا تكتمل اللوحة..
ولكن لكل منا قطعة مميزة يحرص عليها أكثر من غيرها..
يشتاق إليها ويتلهف دوما للعثور عليها..
وإذا ما عثر عليها حاول حمايتها بكل ما يملك..
وهذه القطعة المميزة.. هي المفتاح لشخصية كل منا..
هي التي ترسم أولوياته وخارطة طريقه في الحياة..
هي بوابة سعادته.. ومنتهى آماله..


وأفضل شيء يمكن أن يحدث معنا..
هو أن نعرف ماهي قطعتنا المميزة يقينا لنسعى خلفها..
والأجمل.. أن يسعدنا الحظ ونصل إليها في وقت مبكر من عمرنا..
عندها فقط.. سنحس بأن لوحة حياتنا قد باتت أقرب ما نريده إلى الاكتمال..

هناك 6 تعليقات:

  1. السلام عليكم ..
    فلسفة جميلة ورؤية منطقية لزوايا الحياة وجوانبها
    تشبيهك للحياة بلعبة بازل أعجبني ..وكأني أعيد ترتيبها بشكل أفضل

    يسرني زيارة مدونتك ..هي جميلة كحرفك
    دمتِ يا حروف

    ردحذف
  2. و عليكم السلام اسعدني هادا المرور جدا لانه لم يكن متوقعا
    كما سعدت باعجابك الذي حفزني للامام

    سرني مرورك الذي خلف عطرا فواحا
    شكرا لك

    ردحذف
  3. اقتنعت بفلسفتك جدا :) تخيلت تماما سطورز حتى أني لا أظن الفكرة ستمحى من رأسي يوما :) بوركت يا صاحب قطع البازل.

    ردحذف
  4. اقتناعك كان مفرحا لي فلسفتي هي مجرد تعبير عن رائياي
    اهلان بك في مدوتني و اهلن بك بين حروفي
    ملاحضه انا فتاة

    ردحذف
  5. جميلة جدا جدا دمتي لابداعك والواقع كل كتاباتك رائعة واعجبتني واتمنى ان اكاب اعجابي لكل واحدة
    نور

    ردحذف
  6. اهلن بك يا صاحبة المقهى الجمال جمالك و اطلالتك الرائعه و الشرف لي بحضورك سيدتي

    ردحذف