الخميس، 19 يناير 2012

أشتاق


أشتاق أن أكبر..
أشتاق أن أغادر حدود مدرستي..
أشتاق أن أحل ضفائري..
أن أنسى في الباص حقيبتي ودفاتري..
أن أركض بعيدا لأستكشف العالم لوحدي..
... أن أصنع بريشتي وألواني حكايتي الخرافية الخاصة..


أشتاق إلى شيء لا أعرف ما هو..
لكني.. أشتاقه كثيرا..
أشتاق لأن أعثر على الحب..
أشتاق إليه (هو).. إلى وجوده المجرد..
أشتاق إلى حبيبي كثيرا..
أشتاق إلى أن يضمنا بيت صغير.. يكون لنا وحدنا وطن بلا حدود..


أشتاق إلى أبنائي الذين لم أرهم بعد..
أشتاق أن أضمهم.. أن أدللهم.. أن أغمرهم حبا وحنانا..
أشتاق أن يعودوا من المدرسة.. وألاعبهم.. ونملأ اليوم سويا ضحكات وبهجة..
أشتاق أن أراهم يحققون أكثر مما يطمحون إليه في عملهم..
أشتاق أن أطمئن على كل منهم في بيته مع من يحب..


أشتاق لأن يرجعوا ليعيشوا معنا بذات المكان مجددا..
أشتاق إلى رنين ضحكاتهم اليومي في زوايا المنزل..
أشتاق إلى الاستيقاظ كل صباح مبكرا لأجلهم..
أشتاق إلى صخبهم وضجيجهم وعذب قبلاتهم..
أشتاق لأن يعودوا صغارا.. أن يعودوا ملكنا لوحدنا..


أشتاق إلى المشي بغير عكازي..
إلى ملمح شعري الليلي..
أشتاق إلى الرقص معه بكل العفوية والمرح في كل مكان يخطر ببالنا..
أشتاق إلى شبابنا وعنفواننا وجنوننا..
أشتاق إلي وإليه..


أشتاق لوقت.. لم أكن أدرك فيه من أمر الحياة شيئا..
أشتاق لأيام.. لم أكن أحمل بها على عاتقي أثقال مسؤولية ولا هم مستقبل..
أشتاق لأن أعود طفلة.. لا يسعها العالم لتحقيق أحلامها..
أشتاق إلى ضفائري..
إلى مدرستي..
إلى حقيبتي ودفاتري..
إلى شارعنا..
إلى ريشتي وألواني..


أشتاق.. وأشتاق.. وأشتاق..
ونمضي العمر نشتاق..

هناك تعليقان (2):

  1. السلام عليكم

    غريبون نحن !

    دائما نشتاق إلى زمن غير زماننا.. تارة نحنّ إلى الماضي.. وتارة نستعجل المستقبل لتحقيق أحلامنا..

    ماذا لو اشتقنا إلى حاضرنا؟ أفلن يكون الأمر ممتعا يجعلنا نستمتع بما نفعل في كل لحظة ونسعى لبذل أقصى ما نستطيع.. مع أنه قد لا يغنينا عن الحنين.. لكن لا مفر:)

    ردحذف
  2. و عليكم السلام
    غاليتي و كيف لنا الا نشتاق
    اسعدني مرورك الجميل
    شكرا لكي غاليتي

    ردحذف